كذلك فرق فيه بين مقام الرواية وغيرها، فإن كان على سبيل الرواية حرم أيضا؛ لأنه كذب في الرواية وتخليط، وإن كان على سبيل التلاوة جاز.
وينبغي للقارئ أن يتحرى للقراءة أفضل الأوقات، قال النووي: الأوقات المختارة للقراءة أفضلها ما كان في الصلاة ثم الليل ثم نصفه الأخير وهي بين المغرب والعشاء محبوبة، وأفضل النهار بعد الصبح، ولا تكره في شيء من الأوقات لمعنى فيه، وأما ما رواه ابن أبي داود عن معاذ بن رفاعة عن مشايخه أنهم كرهوا القراءة بعد العصر، وقالوا: هو دراسة يهود؛ فغير مقبول، ولا أصل له.
ويختار من الأيام يوم عرفة، ثم يوم الجمعة، ثم الاثنين والخميس، ومن الأعشار العشر الأخيرة من رمضان، والأول من ذي الحجة، ومن الشهور رمضان، ويختار الابتداء به ليلة الجمعة.
ويختمه ليلة الخميس، فقد روى ابن أبي داود عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك. والأفضل الختم أول النهار وأول الليل؛ لما رواه الدرامي بسند حسن عن سعد ابن أبي وقاص، قال: إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن وافق ختمه أخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي.