(يس)؟، قال: إن في (يس) أسماء من علمها ودعى الله بها أجيبت دعوته برا كان أو فاجرا، إذا دعى به في الشيء الذي هو خاص به. فقال الرجل: أرأيت أصلحك الله إن دعوت بجميع السورة؟ فقال: لا حتى تدعو بالاسم الذي تعينه في الشيء الذي خاص له، أرأيت لو أتيت حانوت الصيدلاني- أي العطار- وفيك داء وأنت تعلم أن في الحانوت دواءك ولكن لست تعلمه بعينه، وأخذت من جميع ما في الحانوت وشربته لذلك، هل كان ينفعك حتى تخص دواءك بعينه، فتستعمله على ما تحب، / وكما خلق الداء خلق له الدواء، وانتجع فيه، إن لكل اسم من أسماء الله تعالى شيء خاص يدعى به في ذلك الأمر فيجاب من أجله.
قوله تعالى: ﴿وجعلنا من بين أيدهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم﴾ [يس: ٩] وفي نسخة من قوله: ﴿إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا﴾ [يس: ٨] إلى قوله: ﴿فهم لا يبصرون﴾ [يس: ٩]، هذه الآيات لدفع كيد الأعداء ورد ضررهم وتدميرهم، وصد وجوههم، وعمى أبصارهم وخذلانهم، من كتبها على ترس أو درقة نقشا في صحيفة نحاس أو ذهب وسمرها على قبضة ترس، ولقى بها الأعداء والمخالفين للدين فإنهم يخذلون ويرد كيدهم في نحورهم، ومن قرأها عند دخوله الفراش في ليلته، أمن من اللص المفسد ومن قرأها في مخاصمة رجلين خذل الظالم منهما بقدرة الله تعالى.
وقال الإمام اليافعي- رحمه الله تعالى-: قلت: قد صح أن رسول الله ﷺ قرأ أولها حين خرج على قريش لما بيتوا ليقتلوه فخرج عليهم ولم يروه وجعل