وأما قول ابن الحاجب: القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء، كالمد، والإمالة، [وتخفيف الهمزة]، ونحوه، فإن غير/ متواتر. فيه على أصله، هل يقتصر فيه على قدر ألف ونصف؟ كما قدر به مد الكسائي، أو كما قدر مد ورش وحمزة.
وكل هذه الهيئات غير متواترة عند ابن الحاجب.
وقال ابن الجزري- متعقبا لابن الحاجب: أما المد فأطلقه، وهو لا يخلو: اما أن يكون طبيعيا أو عرضيا.
والطبيعي: هو الذي لا تقوم ذات حرف المد دونه، كالألف من "قال"، والواو من "يقول"، والياء من "قيل"، وهذا لا يقول أحد بعدم تواتره، إذ لا تمكن القراءة بدونه.
والمد العرضي: هو الذي يعرض زيادة على الطبيعي لموجب، إما سكون أو همزة.
فاما: السكون فقد يكون لازما، كما في فواتح السور، وقد يكون مشددا، نحو: ﴿الم (١)﴾ [البقرة: ١]، و ﴿ن﴾ [القلم: ١]، و ﴿ولا الضالين﴾ [الفاتحة: ٧]، فلهذا يلحق بالطبيعي، فلا يجوز فيه القصر، لأن المد