يلصق اللافظ به ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما، ومتى ارتعد حدث من كل مرة راء، فيجب التحفظ بها خصوصا إذا شددت كـ ﴿الرحمن الرحيم﴾ [الفاتحة: ١] من غير مبالغة.
والطاء المهملة: من أقوى الحروف، لما فيه من صفات القوة، فإذا تكررت وجب بيانها لتشديدها في نحو: ﴿أطيرنا﴾ [النمل: ٤٧] ﴿وليطوفوا﴾ [الحج: ٢٩]، فإن سكنت نحو: ﴿الخطفة﴾ [الصافات: ١٠]، ﴿وأطغى﴾ [النجم: ٥٢] ونحو: ﴿الأسباط﴾ [البقرة: ١٣٦] في الوقف، تعين بيان إطباقها وقلقلتها، فإن لحقها تاء كـ ﴿بسطت﴾ [المائدة: ٢٨]، و ﴿أحطت﴾ [النمل: ٢٢] وجب إدغامها في لاحقها إدغاما غير مستكمل يبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء؛ لقوة الطاء وضعف التاء، وهذا كإدغام النون مع الغنة في الياء والواو فالتشديد متوسط لأجل بقاء الصفة.
والدال المهملة: لولا الجهر الذي فيها لكانت تاء، ولولا الهمس [الذي] في التاء لكانت دالا، فيجب التحفظ بها لئلا تصير تاء، خصوصا دال ﴿الدين﴾ [٤] ب (الفاتحة)، فإذا سكنت نحو: ﴿القدر﴾ [القدر: ١] و ﴿بالعدل﴾ [البقرة: ٢٨٢] وكذا نحو: ﴿لقد﴾ [البقرة: ٦٥] في الوقف يتعين أيضا بيان شدتها، وجرها، وقلقلتها من غير حركة، فإن تكررت كـ ﴿اشدد﴾ [طه: ٣١]، ﴿ومن يرتدد﴾ [البقرة: ٢١٧] لزم بيانهما، لصعوبة التكرير، فإن كانت بدلا من تاء نحو: ﴿مزدجر﴾ [القمر: ٤]، ﴿وادكر﴾ [يوسف: ٤٥] و ﴿مدكر﴾ [القمر: ١٥] تأكد بيانها كيلا يميل بها اللسان إلى أصلها، إذ الأصل