الغمري رضي الله عنه ينزل من بيته يتوضأ ويصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يقصد الكرسي فيقرأ في المصحف قبل الفجر نحو سبعة عشر جزءا سرا، فإذا أذن الصبح قرأ جهرا قراءة تكاد تأخذ القلوب عن أماكنها، فمر نصراني من [مباشري] القلعة يوما في السحر، فرق قلبه فطلع وأسلم على يد الشيخ - رضي الله تعالى عنه - وهو يقرأ على الكرسي، وصار يبكي، وحسن إسلامه، ورأيته يصلي خلفه إلى أن مات. وكان الناس يأتون للصلاة خلفه من بولاق ونواحي الجامع الأزهر في صلاة الصبح، لحسن صوته، وخشوعه، وكثرة بكائه حتى يبكي غالب الناس خلفه.
وقال غيره: كان إذا قرأ الشيخ أمين الدين في المحراب تخر الناس إلى الأرض من الخشوع قهرا عليهم. انتهى.
ومن ثم طلب تحسين الأصوات بالقراءة مع إقامة رسوم تجويدها والوقوف على مرسومها.
وقد كثر/ في القرآن ختم فواصله بحروف المد واللين وإلحاق النون، قيل: وحكمته: وجود التمكين من التطريب بذلك، كما قال بعضهم، وللناس في هذه المسألة قديما وحديثا خلاف طويل، وكل راء رأى بحسب ما فهم


الصفحة التالية
Icon