الرابع: الإقامة عليه من باب تغنى بالمكان: إذا قام به، قال الله تعالى: ﴿كأن لم تغن الأمس﴾ [يونس: ٢٤]، وقال تعالى: ﴿كأن لم يغنوا فيها﴾ [الأعراف: ٩٢]، أي: لم يقيموا، وقال الأسود الإيادي:
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد
الخامس: التلذذ والاستحلاء بالقرآن كما يلتذ ويستحلي أهل الطرب [بالغناء].
السادس: أن يجعله هجيره كما كانت العرب تجعل الغناء هجيرها.
وأحسن المعاني في الحديث أنه بمعنى تحسين الصوت والترجيع بالقراءة.
وأما قوله عليه السلام: "ليس منا - يعني أنه ليس على أخلاقنا/ ولا على صفاتنا - من لا يتغنى بالقرآن". وقيل: ليس على ملتنا وديننا من لم يتغن بالقرآن، وهو بعيد جدا، إلا أن يحمل على نفي الكمال في الدين والملة، والله أعلم.
وكان بين السلف اختلاف في جواز القراءة بالألحان، أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره فلا نزاع فيه. وقد حكى القاضي عبد الوهاب المالكي عن مالك - رحمه الله تعالى - تحريم القراءة بالألحان،