ويحكى أن الشيخ شمس الدين ابن الجزري لما قدم القاهرة، وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة، فلم يكتف بقراءته. انتهى.

فصل:


وينبغي للطالب أن يتأدب مع شيخه ويجله، ويعظمه، ثم بقدر إجلاله يكون انتفاعه بعلمه، وأن يعتقد أهليته ورجحانه. قال بعضهم: من لم ير خطأ شيخه خيرا من صواب نفسه لم ينتفع به. وكان بعضهم إذا ذهب إلى شيخه تصدق بشيء وقال: اللهم استر عيب معلمي عني، ولا تذهب بركة علمه مني.
وينبغي أن يقعد قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، بأن يجثو على ركبتيه. وليحذر من جعل يده اليسرى خلف ظهره معتمدا عليها، ففي الحديث: "إنها قعدة المغضوب عليهم" رواه أبو داود في "سننه".
وينبغي للشيخ أن يقبل بكليته على الطالب عند قراءته عليه، ويصغي إليه من غير لهو بحديث أو غيره مما هو أجنبي/ عن ذلك.
وقد اختلف أئمة الحديث فيما إذا كان الشيخ وقت السماع ينسخ، فمنعه أبو إسحاق الإسفراييني، وابن عدي وغيرهما، وألحقوا بالنسخ


الصفحة التالية
Icon