واما يعقوب فقطع له بالبسملة الداني، وبالوصل صاحب "الغاية"، وبالسكت صاحب "المستنير" كسائر العراقيين.
فالوصل لبيان ما في أواخر السورتين من إعراب، وبناء [و] همزات وصل، ونحو ذلك، والسكت لأنهما آيتان وسورتان، وفيه اشترط بالانفصال.
واشترط في السكت أن يكون من دونه النفس، واختلف ألفاظهم في التأدية عن زمن السكت، وفى "المبهج": وقفة تؤذن بإسرارها. أي البسملة، وهذا يدل على المهلة، وفي "جامع البيان" خفيفة من غير قطع شديد، وقال أبو العز: سكتة يسيرة، إلى غير ذلك من ألفاظهم المخرج استقصاؤها من غرض الاختصار خصوصا، وحاصلها يرجع إلى أنه دون زمن الوقف عادة، وهو في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق والحدر والتوسط حسبما تحكم المشافهة. قال في "النشر" والصواب حمل دون من قولهم: دون تنفس.
أن تكون بمعنى غير، كما دلت عليه نصوصهم وما أجمع عليه أهل الأداء من المحققين من أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفيس سواء قل منه أو كثر.
ويؤيده ما تقدم من صاحب "المبهج": [سكته تؤذن بإسرارها] فإن الزمن الذي يؤذن بإسرار البسملة أكثر من زمن إخراج النفس.
وقد علم بهذا أن حمل (دون) على معنى/ أقل خطأ. وعلى تقدير حملها على معنى أقل، فلابد من تقديره كما قدروه من قولهم: أقل من زمان