عدل إليه القراء نظر، لأنهم فروا من قبيح إلى أقبح منه، لأن من وجوه/ البسملة فليلتصق معهم الرحيم بويل، وأيضا، في القرآن كثير من هذا نحو: ﴿إنا كذلك نجزى المحسنين (٤٤) ويل يومئذ للمكذبين (٤٥)﴾ [المرسلات: ٤٥، ٤٤]، والأكثرون على عدم التفرقة بين الأربعة وغيرها، وهو مذهب المحققين.
المبحث الثالث: لا خلاف في حذف البسملة إذا ابتدأت براءة وصلتها ب (الأنفال) على الصحيح، وقد حاول بعضهم جوازه في أولها. وقال السخاوي: إنه القياس، ووجهوا المنع بنزولها بالسيف. قال ابن عباس - رضي الله عنهما-: بسم الله أمان وليس فيها أمان. ومعناه: أن العرب كانت تكتبها أول رسالاتهم في الصلح والأمان، فإذا نبذوا العهد والأمان لم يكتبوها. قال السخاوي: فيكون مخصوصا بمن نزلت فيه، ونحن إنما نسمي للتبرك. انتهى.
ومما احتجوا به للمنع أنهم لم يقطعوا بأن (براءة) سورة قائمة بنفسها دون (الأنفال). قال ابن عباس: سألت عثمان عن ذلك فقال: كانت (الأنفال) من أول ما نزلت بالمدينة، و (براءة) من آخر القرآن، وقصتها شبيهة