حتى إن بعض الخلق الذين قصرت أفكارهم ومعارفهم لما رأى ما فيها من الكبرياء ظنوها هي الصانع المقصود بالعبادة فعبدوها على وجه الغلط، فأمر الله - جل شأنه - عباده المؤمنين أن يقولوا: الله أكبر، أي: الله أعظم وأكبر من هذه الموجودات التي ترى عظيمه كبيرة، وأجل وأقوى فلا سوى عظمته وكبريائه شيء؛ بل هو أكبر وأجل من كل كبير، الله أعلم.
والكلام في التكبير في مباحث:
أولها في سببه ومحله:
أما سببه فروينا عن البزي، أن الأصل في ذلك أن النبي ﷺ انقطع عنه الوحي، فقال المشركون: قلى محمدا ربه، فنزلت سورة ﴿الضحى﴾ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر" تصديقا لما كان ينتظر من الوحي، وتكذيبا للكفار.
وأمره ﷺ بعد ذلك أن يكبر إذا بلغ ﴿الضحى﴾ مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى، واستصحابا للشكر، وتعظيما لختم القرآن.
وقيل: كبر رسول الله ﷺ لما رأى من صورة جبريل عليه السلام التي خلقه الله عليها عند نزوله بهذه السورة، فقد ذكر الإمام أبو بكر محمد بن


الصفحة التالية
Icon