أقول كذا ذكر، وقد ثبت هذا الحديث من طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إنه ينافي البلاغة والفصاحة، محل نظر، بل في القراءة على هذا الوجه كمال الترتيل وحسن الأداء، والله أعلم.
وقد يكون الوقف حسنا على تقدير، وكافيا على آخره، وتاما على غيرهما.
وأما الناقص، فقد يكون [بعضه] أقبح من بعض، كالوقف على ما يخل بالمعنى نحو الوقف على ﴿وإن كانت وحدة فلها النصف ولأبويه﴾ [النساء: ١١]، فلا يجوز تعمد الوقف عليه لفساد المعنى المراد من القرآن، وأقبح منه الوقف على ﴿إن الله لا يستحى﴾ [البقرة: ٢٦]، و ﴿لا إله﴾ [البقرة: ١٦٣]، ﴿وما مت إله﴾ [آل عمران: ٦٢] ما لم يقطع نفس القارئ، ولم يتمكن من الوصل.
واستدلوا بعدم جواز ذلك بما روي: أن رجلين جاءا إلى النبي ﷺ [فتشهد] أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما.. ووقف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم واذهب، بئس الخطيب أنت".


الصفحة التالية
Icon