ولم يكن للميم حركة فعوملت بالسكون فهي كالذي تحرك لالتقاء الساكنين.
وكذلك يمتنعان في المتحرك بحركة عارضة نقلا كان نحو: ﴿وانحر وإن﴾ [الكوثر: ٢، ٣]، و ﴿من إستبرق﴾ [الرحمن: ٥٤]، أو غيره نحو: ﴿قم الليل﴾ [المزمل: ٢]، و ﴿أنذر الناس﴾ [إبراهيم: ٤٤]، و ﴿ولقد استهزئ﴾ [الأنعام: ١٠]، ﴿لم يكن الذين﴾ [البينة: ١]، ﴿اشتروا الضللة﴾ [البقرة: ١٦]، [أو] لعروضها، ومنه: ﴿يومئذ﴾ [الأنفال: ١٦]، و ﴿حينئذ﴾ [الواقعة: ٨٤]، لأن كسرة الذال إنما عرضت عند إلحاق التنوين، فإذا زال التنوين في الوقف رجعت الذال إلى أصلها من السكون، وهذا بخلاف كسرة ﴿هؤلاء﴾ [آل عمران: ١٦] وضمة ﴿من قبل ومن بعد﴾ [الروم: ٤]، فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين، لكن لا يذهب ذلك الساكن في الوقف لأنه من نفس الكلمة، كما نبه عليه في "النشر" كغيره، وكذلك في نحو: ﴿فلا تنهر﴾ [الضحى: ١٠]، ﴿ولا تمنن﴾ [المدثر: ٦] مما هو ساكن في الوصل، وكذلك نحو: ﴿لا ريب﴾ [البقرة: ٢]، و ﴿وإن الله﴾ [البقرة: ٢٠]، و ﴿يؤمنون﴾ [البقرة: ٤]، و ﴿أمن﴾ [النمل: ٦٢]، و ﴿ضرب﴾ [إبراهيم: ٢٤] مما تحرك وصلا بالفتح: ﴿غير ممنون﴾ [فصلت: ٨]، ولم تكن حركته منقولة. واختلف في هاء الضمير، فذهب كثير إلى جواز الإشارة فيها مطلقا بهما، إجراء للقاعدة المذكورة [المنبهة] على حركة الوصل، وهو الذي في "التيسير"، و"الكفاية"، و"التجريد"، وفاقا لابن مجاهد. وذهب آخرون إلى المنع مطلقا، وهو


الصفحة التالية
Icon