الكفار، فقالت الملائكة: ﴿هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون {
واخرج ابن ابي حاتم عن قتادة- في هذه الآية- قال: آية من كتاب الله أولها أهل الضلالة، وآخرها أهل الهدى، {قالوا يويلنا من بعثنا من مرقدنا {هذا قول أهل النفاق، وقال أهل الهدى حين بعثوا من قبورهم: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون﴾.
واخرج عن مجاهد في قوله: ﴿وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون﴾ [الأنعام: ١٠٩ [قال: وما يدريكم أنهم يومنون إذا جاءت، ثم استقبل بخبر فقال: ﴿أنها إذا جاءت لا يؤمنون﴾.
أقول: ومن ذلك قوله (عز وجل): ﴿وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم﴾ [الاعراف: ١٦٣ [فمنتهى الكلام عند قوله عزوجل: ﴿شرعا﴾، وابتدأ} ويوم لا يسبتون لا تأتيهم}.
ومن ذلك قوله تعالى- فيما حكاه عن بلقيس قالت-: ﴿قالت يأيها الملؤا إنى ألقى إلى كتب كريم) ٢٩ (إنه من سليمن] {النمل ٢٩، ٣٠]. انتهى الكلام، {وانه بسم الله الرحمن الرحيم﴾. وعلى هذا التقدير، لا يرد الاعتراض، أن سليمان كيف قدم اسمه في الكتاب على اسم الله تعالى، فإنه ما قد على هذا المعنى؛ بل يلقيس أخبرت قومها بان الكتاب أتاها من عند سليمان، وأنه مكتوب فيه: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾.} ألا تعلوا على وأتوني مسلمين}.
ومن ذلك-أيضا- قول الله- تعالى شأنه- في قصة داود عليه السلام: ﴿قال لقد ظلمتك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين ءامنوا وعملوا الصلحات وقليل ماهم﴾ [ص: ٣٤]. انتهى الكلام، {وظن داود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب {أي تيقن داود أن التحاكم ما كان إلا امتحانا له وابتلاء وإثباتا للحجة عليه، فاستغفر وأناب.