وها هنا تنبيه أشار إليه صاحب "النشر"، وذكره غير واحد من أئمتنا، وهو أنه إذا سبق اللام من اسم الله _ تعالى _ إمالة، كقوله تعالى: ﴿نرى الله﴾ [البقرة: ٥٥]، ﴿وسيرى الله﴾ [التوبة: ٩٤] على مذهب السوسي، جاز تفخيم اللام لعدم وجود الكسر الخالص قبلها، والترقيق لعدم وجود الفتح الخالص قبلها، والأول اختيار السخاوي كالشاطبي، وقرأ به الداني على أبي الفتح من قراءته على السامري، والثاني قرأ به صاحب التجريد على عبد الباقي، وقال الداني: إنه القياس. وصحح ابن الجزري الوجهين.
وأما قوله تعالى ﴿أفغير الله﴾ [الأنعام: ١١٤]، ﴿ولذكر الله﴾ [العنكبوت: ٤٥] إذا رقق راءه لورش من طريق الأزرق فإنه يجب تفخيم اللام من اسم "الله" _ تعالى _ بعدها قولا واحدا لوجود الموجب، ولا اعتبار بترقيق الراء قبل اللام في ذلك كما نص عليه غير واحد من أئمتنا.
القسم الثاني: المختلف فيه: وهو كل لام مفتوحة مخففة أو مشددة، متوسطة أو متطرفة، قبلها صاد مهملة، أو طاء، أو ظاء، وسواء كانت هذه الثلاثة سكنت أو فتحت، مخففة أو مشددة.
فأما الصاد المفتوحة اللام المخففة فوقع منها في القرآن: ﴿الصلوة﴾ [البقرة: ٣]، و ﴿صلوت﴾ [البقرة: ١٥٧]، و ﴿صلوتك﴾ [التوبة: ١٠٣]، و ﴿صلاتهم﴾ [الأنعام: ٩٢]، و ﴿صلح﴾ [الرعد: ٢٣]، و ﴿فصلت﴾ [يوسف: ٩٤]، و ﴿يوصل﴾ [البقرة: ٢٧]، و ﴿فصل طالوت﴾ [البقرة: ٢٤٩]، و ﴿فصل﴾


الصفحة التالية
Icon