"الحسنات". وإن كان بينهما موافقة في المعنى إلا أن الثانية ليست في القرآن، بأن قرأ: "طعام الفاجر" مكان ﴿طعام الأثيم (٤٤)﴾ [الدخان: ٤٤] لا تفسد صلاته، في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -، وكذا لو قرأ: ﴿إن إبراهيم لأياه حليم﴾ [هود: ٧٥]. وعن أبي يوسف - رحمه الله تعالى - فيه روايتان.
وإن كانت الكلمة الثانية في القرآن فهو على وجهين:
إما أن [تكون] موافقة للأولى في المعنى أو مخالفة. فإن كانت موافقة لا تفسد صلاته، في قولهم، كما لو قرأ: ﴿الحكيم﴾ مكان ﴿العليم﴾ أو ما أشبه ذلك.
وإن كانت مخالفة، كما لو قرأ: "وعدا علينا إن كنا غافلين" - مكان - ﴿فعلين﴾ [الأنبياء: ١٠٤]. أو قرأ: "الشيطان" بدل ﴿الرحمن على العرش استوى (٥)﴾ [طه: ٥] أو ما أشبه ذلك، أو ختم/ آية الرحمة بآية العذاب، أو على العكس، قال عامة المشايخ - رحمهم الله تعالى - تفسد صلاته في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -. وعن أبي يوسف فيه روايتان، والصحيح هو الفساد؛ لأنه أخبر بخلاف ما أخبر الله تعالى به.
ولو قرأ: ﴿ألست بربكم﴾ "قالوا نعم" [الأعراف: ١٧٢] قالوا: تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: ﴿وإذ قال إبرهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن﴾ "قال نعم" [البقرة: ٢٦٠]، أو قرأ: ﴿ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ءايت ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا﴾ "قالوا نعم" [الزمر: ٧١]، أو قرأ: ﴿ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق﴾ "قالوا نعم"


الصفحة التالية
Icon