الطاء لم يستكمل إدغامه في [التاء ولا يلزم] من ذلك اجتلاب طاء أخرى، ولا جمع بين ساكنين، وعلى هذا فقياسه علي الغنة مستقيم.
واختلفوا في الغنة الظاهرة مع الإدغام في الميم، فذهب ابن كيسان وابن مجاهد وغيرهما إلى أنها غنة النون المدغمة. وذهب الجمهور إلى أنها غنة [الميم لا] غنة النون والتنوين لانقلابهما إلى لفظها. واختار الثاني المحققون، وهو الصحيح لأن الأول قد ذهب بالقلب فلا فرق في اللفظ بالنطق بين ﴿ممن﴾ [البقرة: ١١٤] و ﴿وإن من﴾ [النساء: ١٥٩]، وبين ﴿وهم من﴾ [النمل: ٨٩] و ﴿أم من﴾ [الملك: ٢٠] قاله في "النشر".
واتفقوا على أن الغنة مع الواو والياء غنة المدغم، [و] مع [النون] غنة المدغم فيه.
واتفقوا على إظهار النون الساكنة إذا اجتمعت مع الياء أو الواو في كلمة واحدة نحو: ﴿صنوان﴾ [الرعد: ٤]، و ﴿الدنيا﴾ [البقرة: ٨٥]، و ﴿بنيان﴾ [الصف: ٤] خوف التباسه بالمضاعف، وهو ما تكرر أحد أصوله نحو: [صوان] وديان وحيان.


الصفحة التالية
Icon