قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: ٤]، و ﴿لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ﴾ [القصص: ٧٠]، وأما قوله تعالى: ﴿فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (٢٥)﴾ [النجم: ٢٥] فلمراعاة الفاصلة، وكذا قوله تعالى: ﴿جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴾ [المرسلات: ٣٨].
الخامس: الحث عليه والحض على القيام به حذرًا من التهاون به كتقديم الوصية على الدَّين في قوله تعالى: ﴿مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ [النساء: ١١]، مع أن الدين يقدم عليها شرعًا.
السادس: السبق، وهو إما في الزمان باعتبار الإيجاد كتقديم الليل على النهار والظلمات على النور وآدم على نوح ونوح على إبراهيم وإبراهيم على موسى وهارون على عيسى وداود على سليمان.
والملائكة على البشر في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ... ﴾ [الحج: ٧٥]، وعاد على ثمود والأزواج على الذرية في قوله تعالى: ﴿قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ... ﴾ [الأحزاب: ٥٩]، والسِّنَة على النوم في قوله تعالى: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، أو باعتبار الإنزال كقوله تعالى: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ [الأعلى: ١٩]، ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ﴾ [آل عمران: ٣]، أو باعتبار الوجوب والتكليف في قوله تعالى: ﴿ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ [الحج: ٧٧]، ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: ٦]، ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ... ﴾ [البقرة: ١٥٨]. ولهذا قال - ﷺ -: أبدأ بما بدأ الله به.
أو بالذات نحو: ﴿مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ... ﴾ [النساء: ٣]، ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ﴾ [المجادلة: ٧] وكذا


الصفحة التالية
Icon