تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ﴾ [الأعراف: ٢٦، ٢٧، ٣١، ٣٥] فإنه خطاب لأهل ذلك الزمان ولكل من بعدهم.
فائدة: قال بعضهم خطاب القرآن ثلاثة أقسام قسم لا يصلح إلا للنبي - ﷺ -، وقسم لا يصلح إلا لغيره، وقسم يصلح لهما.
فائدة: قال ابن القيم: تأمل خطاب القرآن تجد ملِكًا له الملك كله وله الحمد كله. أزِمّة الأمور كلها بيده ومصدرها منه وموردها إليه مستويًا على العرش لا تخفى عليه خافية من أقطار مملكته عالمًا بما في نفوس عبيده مطلعًا على أسرارهم وعلانيتهم منفردًا بتدبير المملكة يسمع ويرى ويعطي ويمنع ويثيب ويعاقب ويكرم ويهين ويخلق ويرزق ويميت ويحيى ويقدر ويقضي ويدبر الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها وصاعدة إليه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ولا تسقط ورقة إلا بعلمه.
فتأمل كيف تجده يثني على نفسه ويمجد نفسه ويحمد نفسه وينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ويرغبهم فيه ويحذرهم مما فيه هلاكهم ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه يذكرهم بنعمه عليهم ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ويحذرهم من نقمه ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم ويذم أعداءه بسيِّئ أعمالهم وقبيح صفاتهم ويضرب الأمثال وينوع الأدلة


الصفحة التالية
Icon