والتعريض: الكناية لفظ استعمل في معناه مرادًا منه لازم المعنى فهو بحسب استعمال اللفظ في المعنى حقيقة والتجوز في إرادة إفادة ما لم يوضع له وقد لا يراد منها المعنى بل يعبر بالملزوم عن اللازم وهو حينئذ مجاز ومن أمثله: قوله تعالى: ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا﴾ [التوبة: ٨١] فإنه لم يقصد إفادة ذلك لأنه معلوم بل إفادة لازمه وهو أنهم يريدونها ويجدون حرها إن لم يجاهدوا.
وأما التعريض فهو لفظ استعمل في معناه للتلويح بغيره نحو قوله تعالى: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ [الأنبياء: ٦٣] نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتخذة آلهة كأنه غضب أن تعبد الصغار معه تلويحًا لعابديها بأنها لا تصلح أن تكون آلهة لما يعلمون إذ نظروا بعقولهم عن عجز كبيرهم عن ذلك الفعل والإله لا يكون عاجزًا فهو حقيقة أبدًا.
وقال السكاكي التعريض ما سيق لأجل موصوف غير مذكور ومنه


الصفحة التالية
Icon