الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} [البقرة: ١٧] فهو قرينة على ثبوت مثل في الآية الثانية والمقدر كالملفوظ وأما قول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ [الصف: ١٤] فقيل التقدير كونوا أنصار الله ككون الحواريين من أنصارًا لله وقت قول عيسى من أنصاري إلى الله على أن ما مصدرية والزمان مقدر فالمشبه به وهو كون الحواريين أنصارًا مقدر يلي الكاف كمثل ذي صيب حذف لدلالة ما أقيم مقامه عليه إذ لا يمكن أن يشبه كونهم أنصارًا لله بقول عيسى وقد يليه غيره أي قد يلي نحو الكاف غير المشبه به كقوله تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾ [الكهف: ٤٥] وقد يذكر فعل ينبئ عنه كما في علمته زيدًا أشدًا إن قرب وحسبت إن بعد.
وأما الغرض منه أي من التشبيه ففي الأغلب يعود إلى المشبه وهو بيان إمكانه كما في قوله: فإن تفق الأنام وأنت منهم.... فإن المسك بعض دم الغزال أو بيان حاله كما في تشبيه بآخر في السود أو مقدارها أي بيان مقدار حال المشبه في القوة والضعف والزيادة والنقصان كما في تشبيهه بالغراب في شدته أو تقريرها كما في تشبيه من لا يحصل من