مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة: ٢٧٥] والأصل إنما الربا مثل البيع وإنما عدل عن الأصل للإشارة إلى أنهم استحلوا الربا واستحسنوه فجعلوا الربا أصلًا والبيع فرعًا.
ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ﴾ [النحل: ١٧] فإن أصل الكلام: أفمن لا يخلق كمن يخلق وإنما عدل عن الأصل للإشارة إلى أنهم قد استغرقوا في عبادة الأوثان واشتغلوا بها عن عبادة الخالق فكان الخطاب لهم على وجه ما هو عليه وتقبيح ما جنحوا إليه.
وليس من ذلك قول الله تعالى: ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ [آل عمران: ٣٦] لأن المقصود وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت فهو خاص في قضية بعينها.
فائدة: قال ابن أبي الأصبع: لم يقع في القرآن تشبيه شيئين بشيئين ولا أكثر من ذلك وقد تقدم في تشبيه المركب بالمركب خلاف ذلك.