الشبه بينهما أمر عدمي وهو الإهلاك وقد يكون المستعار له والمستعار منه معقولًا ووجه الشبه كذلك كقول الله تعالى: ﴿مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ [يس: ٥٢] المستعار منه الرقاد والمستعار له الموت والجامع السكون وقد يكون المستعار منه محسوسًا والمستعار له معقول ووجه الشبه معقول كقول الله تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٢].
فالمستعار منه محسوس وهو الحبل والمستعار له الذي هو العقد معقول ووجه الشبه وهو الثبات معقول وقد يكون المستعار منه معقولًا والمستعار له محسوسًا ووجه الشبه معقولًا كقول الله تعالى: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ﴾ [الحاقة: ١١] المستعار منه التكبر وهو أمر عقلي والمستعار له زيادة الماء وهو أمر حسي ووجه الشبه الارتفاع والعلو وهو أمر عقلي ولها أي الاستعارة الأصلية والتبعية كما تقدم تقسيم آخر باعتبار طرفيها لأنه إن أمكن أن يجتمع طرفاها في شيء نحو قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ [الأنعام: ١٢٢] فإن المستعار منه: الحياة والمستعار له الهداية وهما ممكن الاجتماع في شيء وتسمى هذه الاستعارة وفاقية.


الصفحة التالية
Icon