كقول الله تعالى: ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [البقرة: ١، ٢]
وأما أحوال المسند إليه يعني الأمور التي تعرض للمبتدأ والفاعل من كونه مذكورًا أو محذوفًا أو مؤكدًا إلى غير ذلك فأما حذفه فقد يكون لكونه معلومًا ظاهرًا عند السامع فلا حاجة إلى ذكره كقوله تعالى: ﴿... مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ﴾ [الهمزة: ٥، ٦]، ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)﴾ [القارعة: ١٠، ١١] فحذف المسند إليه لظهوره عند السامع وكقوله تعالى: ﴿لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الجاثية: ١٤] فحذف الفاعل لظهوره عند السامع وقد يحذف للتحقير وصونًا للسان عن ذكره نحو قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ﴾ [فصلت: ٤٩]
أو التعظيم نحو قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: ٩] أي الملة التي هي أقوم وقد يحذف لأشياء أخرى كضيق المقام أو تأتي الإنكار أو تعين المسند إليه كقول الله تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ﴾ [البقرة: ٢٨٢] أي فالشاهد رجل وامرأتان.
وأما ذكر المسند إليه فلكونه الأصل ويقصد بذلك الإيضاح والتبيين أو إظهار تعظيمه كقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾ [البقرة: ٥] أو إهانته أو الاستلذاذ بذكره وبسط الكلام حيث الإصغاء مطلوب كقول الله تعالى: ﴿هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا﴾ [طه: ١٨] إلى آخر الآية إلى غير ذلك وأما تعريف المسند إليه: فالتعريف بأنواع منها الضمير واسم