الثاني الذي ينعق به لدلالة «الذين كفروا» عليه.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء﴾ [النمل: ١٢]، التقدير: وأدخل يدك في جيبك غير بيضاء، وتخرجها تخرج بيضاء، فحذف «غير بيضاء» من الأول، ومن الثاني أخرجها تخرج. وقال الزركشي: هو أن يجتمع في الكلام متقابلان، فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه، كقوله تعالى: ﴿أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامي وأنا بريء مما تجرمون﴾، وقوله تعالى: ﴿ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم﴾ [الأحزاب: ٢٤] فلا يعذبهم، وقوله تعالى: ﴿ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن﴾ [البقرة: ٢٢٢] أي حتى يطهرن من الدم، ويتطهرن بالماء، فإذا طهرن وتطهرن فأتوهن، وقوله تعالى: ﴿خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا﴾ [التوبة: ١٠٢] أي عملاً صالحًا بسيئ، وآخر سيئًا بصالح.
قال السيوطي -رحمه الله تعالى-: ومن لطيفه قوله تعالى: ﴿فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة﴾ [آل عمران: ١٣]، تقاتل في سبيل الطاغوت.
وفي «الغرائب» للكرماني: في الآية الأولى التقدير: مثل الذين كفروا بك كمثل الناعق مع الغنم، فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر. وله في القرآن نظائر وهو بلغ ما يكون من الكلام. انتهى.
وأما فوائد الحذف: فقد ذكروا له فوائد:


الصفحة التالية
Icon