وهذا السبب موضح مبين لوجه التكرار/ لمن تأمل أنى تأمل، وكثير من الآيات يشكل ولا يبينها إلا معرفة السبب، كقوله تعالى: ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ [البقرة: ١١٥] وقوله تعالى: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ [البقرة: ١٥٨] وغير ذلك من الآيات. فيكون معنى: ﴿لا أعبد ما تعبدون﴾ على شريطة أنكم تعبدون الله معي، ﴿ولا أنتم عابدون ما أعبد] إلا بأن أعبد ما تعبدون من الأصنام، {ولا أنا عابد ما عبدتم﴾ على الشرط الآخر أيضًا، وهو قولهم: إن لم تعبد آلهتنا فتسمح ببعضها/ نصدقك، فلا أعبد آلهتكم على هذا الشرط أيضًا، ولا أنتم عابدون إلهي إلا بما شرطتم، فلا يتم أمر بيني وبينكم، لكم الباطل، ولي دين الحق، والله يقول الحق. وعلى هذا المعنى لا يكون من باب التكرار، وهو في غاية الجودة.
النوع السادس من أنواع الإطناب: الإطناب بالنعت والصفة، وتكون لمعان متعددة:
أحدها: التخصيص في النكرة، نحو قوله تعالى: ﴿فتحرير رقبة مؤمنة﴾ [النساء: ٩٢].


الصفحة التالية
Icon