أقول: قد ذكر الحافظ السيوطي في «الإتقان» أن البدل وعطف البيان من الإطناب. وليسا منه في شيء؛ لأنهما مقصودان في أصل الكلام، والإطناب: الزيادة عن أصل الكلام الذي به يتم المقصود. والله أعلم.
النوع التاسع من أنواع الإطناب: الإطناب بعطف المترادفين أحدهما على الآخر: ﴿إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله﴾ [يوسف: ٨٦]، ﴿فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا﴾ [آل عمران: ١٤٦]. ﴿لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا﴾ [طه: ١٠٧]، قال الخليل: العوج والأمت بمعنى واحد، ﴿لا تبقى ولا تذر﴾ [المدثر: ٢٨]. وأنكر المبرد وجود هذا النوع في القرآن، وأول كل ما سبق من هذه الألفاظ إلى اختلاف المعنيين. وهو الراجح. فيكون من باب تأكيد الكلام وتوضيحه توكيدًا غير صناعي، وإلا فتقدم أن التوكيد الصناعي ليس من باب الإطناب.
النوع العاشر من أنواع الإطناب: عطف الخاص على العام، وفائدته: التنبيه على فضله حتى كأنه ليس من جنس العام تنزيلاً لتغاير الوصف منزلة