أني سميتها- اعتراض، وهي مقترنة بالواو. وقال السعد في «المطول»: ومثال هذا الاعتراض كثيرًا ما يلتبس بالحال، والفرق دقيق أشار إليه صاحب الكشاف، حيث ذكر في قوله تعالى: ﴿اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون﴾ [البقرة: ٥١، ٩١]، أن قوله: ﴿وأنتم ظالمون﴾ حال، أي عبدتم العجل وأنتم واضعون العبادة في غير موضعها، أو اعتراض، أي: عبدتم العجل وأنتم واضعون العبادة في غير موضعها، أو اعتراض، أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم. انتهى، وهي في غاية الحسن.
ومن الاعتراض بأكثر من جملة بين كلامين، ما مثل له في «التلخيص» بقوله تعالى: ﴿فأتوهن من حيث أمركم الله إن يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ [البقرة: ٢٢٢]، فقوله: ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ اعتراض بأكثر من جملة، فإن: ﴿نساؤكم حرث لكم﴾ [البقرة: ٢٢٣] بيان لقوله تعالى: ﴿فأتوهن من حيث أمركم الله﴾ يعني أن الموضع المأتي/ هو محل الحرث، لأن المقصود من الجماع الأكبر هو التناسل، لا قضاء الشهوة، فلا تأتوهن إلا من حيث يحصل الغرض المطلوب.
واعترض الشيخ بهاء الدين السبكي على صاحب «التلخيص» بما ملخصه: أن هذا ليس من الاعتراض بأكثر من جملة، فإن قوله تعالى: ﴿يحب التوابين﴾ اسم إن وخبرها، ﴿ويحب المتطهرين﴾ معطوف على جملة خبر إن، فهي معمول لا غير. والمقصود أن تكون جملتين مستقلتين. انتهى.
والأحسن التمثيل بقوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل (٤٤) والله اعلم بأعدائكم وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا (٤٥) من الذين هادوا يحرفون﴾ [النساء: ٤٤ - ٤٦]، فإن فيه اعتراض


الصفحة التالية
Icon