كذا ذكره الحافظ السيوطي في «الإتقان»، والذي في تفسير الزمخشري في هذه الآية غير ذلك، فإنه اختار أن مثل هذا الكلام من قبيل تمثيل حالة بحالة، لا من قبيل التورية، فإنه لما كان الاستواء على العرش «وهو سرير الملك» مما يرادف الملك، جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على العرش، يريدون: ملك لم يقعد على السرير البتة. وقالوه أيضًا لشهرته في ذلك المعنى، ومساواته في مواده، وإن كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر.
ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة، بمعنى: أنه جواد، أو بخيل، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت. حتى أن من لم يبسط يده، قط بالنوال، أو من لم تكن له يد رأسًا قيل له: يد مبسوطة، لمساواته عندهم قولهم: جواد. ومنه قوله عز وجل: ﴿وقالت اليهود يد الله مغلولةً غلت أيديهم﴾ [المائدة: ٦٤] أي: هو بخيل ﴿بل يداه مبسوطتان﴾ [المائدة: ٦٤] أي: هو جواد من غير


الصفحة التالية
Icon