عدولًا، والإتيان قبله من قسم المجردة.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿والنجم والشجر يسجدان﴾ [الرحمن: ٦]، فإن النجم يطلق على الكوكب، ويرشحه ذكر الشمس والقمر، وعلى ما لا «يساق» له من النبات، وهو المعنى البعيد له وهو المقصود في الآية.
ونقل من خط شيخ الإسلام ابن حجر: أن من التورية في القرآن: ﴿وما أرسلناك إلا كافةً للناس﴾ [سبأ: ٢٨]، فإن «كافة» بمعنى «مانع» أي: تكفهم عن الكفر والمعاصي، والهاء للمبالغة، وهذا معنى بعيد، والمعنى القريب المتبادر: أن المراد جامعة بمعنى: جميعًا، لكن منع من حمله على ذلك أن التأكيد يتراخى عن المؤكد، فكما لا تقول: رأيت جميع الناس، لا تقول: رأيت كافة الناس.


الصفحة التالية
Icon