وقوله تعالى: ﴿ألم يجدك يتيمًا فآوى﴾ [الضحى: ٦] الآيات، فإن قوله: ﴿فأما اليتيم فلا تقهر﴾ راجع إلى قوله: ﴿ألم يجدك يتيمًا فآوى﴾، ﴿وأما السائل فلا تنهر﴾ راجع إلى قوله: ﴿ووجدك ضالا فهدى﴾، فإن المراد السائل عن العلم، كما فسره مجاهد وغيره. ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ راجع إلى قوله: ﴿ووجدك عائلًا فأغنى﴾، قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-: رأيت هذا المثال في: «شرح الوسيط» للنووي المسمى: «بالتنقيح».
والثاني: أن يكون على عكس ترتيبه، كقوله تعالى: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم... ﴾ إلى آخر الآية.
وجعل منه جماعة قوله تعالى: ﴿حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾ [البقرة: ٢١٤]؛ قالوا: «متى نصر الله»: قول الذين آمنوا، و ﴿ألا إن نصر الله قريب﴾، قول الرسول.
وذكر الزمخشري له قسمًا آخر؛ كقوله تعالى: ﴿ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله﴾ [الروم: ٢٣]. قال: هذا من باب اللف، وتقديره: ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار، إلا أنه فصل بين منامكم وابتغاؤكم بالليل والنهار؛ لأنهما زمانان، والزمان والواقع فيه كشيء


الصفحة التالية