أقول: ويحتمل وجه المناسبة غير ما ذكر، وهو أن الله تبارك وتعالى لما ذكر في هذه السورة: ﴿ينبأ الإنسان يومئذٍ بما قدم وأخر﴾ [القيامة: ١٣]، أي يخبر، ثم قال: ﴿بل الإنسان على نفسه بصيرة﴾ [القيامة: ١٤] أي معرفة وخبر، ﴿ولو ألقى معاذيره﴾ [القيامة: ١٥]. فنبهت الآية الكريمة أنه ينبغي أن يتبعه الإنسان ويتفهم ما فيه نفعه وصلاحه.
فلما فهم هذا المعنى أرشد الحق نبيه عليه السلام بأنك لا تعجل بحفظ القرآن ولا تحرك به لسانك بذلك، بل تأمل ما فيه من الفوائد، وتبصر وتفهم حتى يلقى إليك، ولا تخشى أنك لا تحفظه فنحن متكفلون لك بجمعه وتقييده في صدرك، وبهذا المعنى تكون مناسبة حسنة- والله أعلم- انتهى.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يسألونك عن الأهلة... ﴾ [البقرة: ١٨٩] الآية، ثم قال أي رابط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت؟.
وأجيب: بأنه من باب الاستطراد، لما ذكر أنها مواقيت الحج، وكان هذا من أفعالهم- كما ثبت في سبب نزولها- ذكر معه من باب الزيادة في الجواب على ما في السؤال. كما سئل عن ماء البحر فقال: «هو الطهور


الصفحة التالية
Icon