الكناية في قوله ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ الإشارة إلى قوله: ﴿أقرأ﴾، قال القاضي أبو بكر ابن العربي: وهذا بديع جدًا.

فصل:


قال في «البرهان»: ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة واختصاص كل واحدة بما بدئت به، حتى لم تكن لترد ﴿الم﴾ في موضع ﴿الر﴾ ولا ﴿حم﴾ في موضع (طس). قال: وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها، فإن أكثر كلماتها وحروفها مماثل له، فحق لكل سورة منها ألا يناسبها غير الواردة فيها، فلو وضع ﴿ق﴾ موضع ﴿ن﴾ [لم يكن] لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله، وسورة (ق) بدئت به، لما تكر فيها من الكلمات بلفظ القاف، من ذكر القرآن والخلق، وتكرير القول ومراجعته مرارًا، والقرب من ابن آدم، وتلقى الملكين، وقول العتيد، والرقيب، والسائق، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعد، وذكر المتقين، والقلب والقرون، والتنقيب في البلاد، وتشقق الأرض، وحقوق الوعيد وغير ذلك.
وقد تكرر في سورة (يونس) من الكلم الواقع فيها (الراء) مائتا كلمة، أو أكثر فلهذا افتتحت بـ ﴿الر﴾.
واشتملت سورة (ص) على خصومات متعددة، فأولها خصومة النبي ﷺ مع الكفار، وقولهم: ﴿أجعل الآلهة إلهًا واحدًا﴾ [سورة ص: ٥]، ثم اختصام الخصمين عند


الصفحة التالية
Icon