عند انتهاء الخلق، وكمال كل المر، [بدأ] فكان المتخلق به جامعًا لانتهاء كل الخلق، وكمال كل أمر، فلذلك هو ﷺ قثم الكون، - وهو الجامع الكامل-، ولذلك كان خاتمًا، وكتابه كذلك، وبدأ المعاد من حين ظهوره، فاستوفى صلاح هذه الجوامع الثلاث التي قد خلت في الأولين بدايتها وتمت عنده غايتها: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وهي صلاح الدنيا والدين والمعاد التي جمعها قوله عليه [الصلاة] والسلام: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي» وفي كل إصلاح إقدام وإحجام، فتصير الثلاثة الجوامع ستة هي حروف القرآن الستة، ثم وهب حرفًا جامعًا سابعًا فردًا، [لا زوج له]، فتمت سبعة. فأدنى تلك الحروف هو حرفا صلاح الدنيا، فلها حرفان: حرف الحرام [الذي] لا تصلح النفس والبدن إلا بالتطهر منه لبعده عن تقويمها. والثاني: حرف الحلال الذي تصلح النفس والبدن عليه لموافقته تقويمها، وأصل هذين الحرفين في التوراة وتمامها في القرآن.
ويلي ذلك حرفا [صلاح] المعاد، أحدهما: حرف الزجر والنهي، الذي لا تصلح الآخرة إلا بالتطهر منه لبعده عن حسناها.