ولذلك قال في الأولى: ﴿ولا يقبل منها شفاعة﴾، وفي الثانية: ﴿ولا تنفعها شفاعة﴾؛ لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع، وإنما تنفع المشفوع له.
قوله تعالى: ﴿وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون﴾ [البقرة: ٤٩]، وفي (إبراهيم): ﴿ويذبحون﴾ [٦] بالواو؛ لأن الأولى من كلامه تعالى [لهم]، فلم يعدد عليهم المحن تكرمًا في الخطاب، والثانية من كلام موسى فعددها. وفي (الأعراف): ﴿يقتلون﴾ [١٤١] وهو من تنويع الألفاظ المسمى بالتفنن.
قوله تعالى: ﴿وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية... ﴾ الآية [البقرة: ٥٨]، وفي آية (الأعراف) اختلاف ألفاظ، ونكتته [أن] آية (البقرة) في معرض ذكر النعم عليهم حيث قال: ﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي﴾ [البقرة: ٤٠، ٤٧، ١٢٢]، إلى آخره، فناسب نسبة القول إليه تعالى، وناسب قوله: ﴿رغدًا﴾ لأن النعم به أتم، وناسب تقديم ﴿وادخلوا الباب سجدًا﴾ [البقرة: ٤٧]، وناسب ﴿خطياكم﴾ لأنه جمع كثرة، وناسب الواو في ﴿وسنزيد﴾ لدلالتها على الجمع بينهما، وناسب الفاء في ﴿كلو﴾ لأن الأكل مترتب على الدخول. وآية (الأعراف) افتتحت بما فيه توبيخهم وهو قولهم: ﴿اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة﴾ [الأعراف: ١٢٨]، قم اتخاذهم العجل، فناسب ذلك، ﴿وإذا قيل لهم﴾ [الأعراف: ١٦١]، وناسب ترك ﴿رغدًا﴾ والسكنى لجامع) الأكل فقال: ﴿فكلوا﴾، وناسب تقديم ذكر مغفرة الخطايا وترك الواو في ﴿سنزيد﴾.
ولما كان في (الأعراف) تبعيض الهادين بقوله: {ومن قوم موسى أمة