العجل، فآية (البقرة) تحتمل قصد الفرقة الثانية حيث عبر بجمع الكثرة، و (آل عمران) بالفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة.
وقال أبو عبد الله الرازي: إنه من باب التفنن قوله تعالى: ﴿إن هدى الله هو الهدى﴾ [البقرة: ١٢٠]. وفي (آل عمران): ﴿إن الهدى هدى الله﴾ [٧٢]؛ لأن الهدى في (البقرة) المراد به تحويل القبلة، وفي (آل عمران) المراد به الدين لتقدم قوله: ﴿لمن تبع دينكم﴾ [٧٢] ومعناه إن دين الله الإسلام.
قوله تعالى: ﴿رب اجعل هذا بلدًا أمنًا﴾ [البقرة: ١٢٦]، وفي (إبراهيم): ﴿هذا البدا أمنًا﴾ [٣٥]، لأن الأول دعا قبل مصيره بلدًا عند (نزول) هاجر وإسماعيل به، وهو وادٍ، فدعا بأن يصير بلدًا، والثاني دعا به بعد عوده وسكنى جرهم له ومصيره بلدا فدعا بأنه.
قوله تعالى: ﴿قولوا أمنا بالله ومآ أنزل إلينا﴾ [البقرة: ١٣٦]، وفي (آل عمران): ﴿قل أمنا بالله ومآ أنزل علينا﴾ [٨٤]؛ لأن الأولى خطاب للمسلمين، والثانية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، و «إلى» ينتهي بها من كل جهة، و «على»