السور يكون مساق الكلام: الإخبار عن إهلاك المعاندين والظالمين، وأن عاقبة أمرهم الهلاك في الدنيا والخزي في الآخرة، فتساق القصص على هذا المعنى.
وفي بعض السور يكون مساق الكلام الإخبار عن التوحيد، وتبليغ الرسالة، وإرشاد الخلق إلى الله تعالى فتقص القصص على هذا المساق؛ للإشارة إلى أنهم على وتيرة واحدة ومنهج واحد داعون إلى توحيد الله تعالى وإرشاد الخلق إلى الله تعالى.
وتارة يكون مساق في بعض السور إثبات البعث والنشور، وأن الخلق مبعوثون مجزون محاسبون، فتساق قصص الأنبياء عليهم السلام لإثبات هذا المعنى وأنهم دعوا إلى هذا الأمر.
ومن هذا الأسلوب استنبط بعض أهل العلم كالبخاري في صحيحه تكرار الحديث الواحد إذا كان يشير إلى معان كثيرة، وقد أثنى الناس على البخاري رحمه الله في هذا الصنيع ولم يعدوا كثرة تكراره تكرارًا.
وقال بعضهم: فقد البخاري في تراجمه قصد به على باب غير المقصود الذي قصده في الباب الآخر، فكذلك قصص الأنبياء عليهم السلام.
وجه آخر في سر تكرار القصص، وهو أن القرآن مشتمل على جملة كتب الله المنزلة على الأنبياء عليهم السلام كما دل على ذلك جملة من الأحاديث: منه ما أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن معقل بن....................