والآخرين بحيث لم يحط بها علمًا حقيقة إلا المتكلم بها، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلا ما استأثر به سبحانه [وتعالى]؛ ثم ورث ذلك عنه معظم ذلك سادة الصحابة وأعلامهم، مثل الخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس، حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله [تعالى؛ ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهمم، وفترت العزائم، وتضائل أهل العلم، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه [وسائر] فنونه، فنوعوا فنونه وعلومه، وقامت كل طائفة بفن من فنونه، فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه وعددها، وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه