فأما الأمور الظاهرة المشهورة كالشمس والقمر، والليل والنهار، والسماء والأرض، فهذه يقسم بها ولا يقسم عليها، وما أقسم عليه الرب فهو من آياته، فيجوز أن يكون مقسمًا به ولا ينعكس، وهو سبحانه [وتعالى] يذكر جواب القسم تارة وهو الغالب، وبحذفه أخرى، كما يحذف جواب «لو» كثيرًا للعلم به.
والقسم لما كان يكثر في الكلام، اختصر، فصار فعل القسم يحذف، ويكتفي بالباء، ثم عوض من الباء الواو في الأسماء الظاهرة، والتاء في أسماء الله [جل شأنه]، كقوله [عز من قائل]: ﴿وتالله لأكيدن أصنامكم﴾ [الأنبياء: ٥٧].
قال: ثم هو سبحانه [وتعالى] يقسم على أصول الإيمان التي تجب على الخلق معرفتها؛ تارة يقسم على التوحيد، وتارة يقسم على أن القرآن حق، وتارة على أن الرسول حق، وتارة على الجزاء والوعد والوعيد، وتارة يقسم على حال الإنسان.
فالأول: كقوله [تعالى]: ﴿والصافات صفا (١)﴾ إلى قوله: ﴿إن إلهكم لواحد﴾ [الصافات: ١ - ٤].
والثاني: كقوله [تعالى]: ﴿فلا أقيم بمواقع النجوم (٧٥) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (٧٦) إنه لقرآن كريم (٧٧)﴾ [الواقعة: ٧٥ - ٧٧].
والثالث: كقوله: ﴿يس (١) والقرآن الحكيم (٢) إنك لمن المرسلين (٣)﴾