قال ابن مالك في: «المصباح» وما عدا الهمزة نائب عنها؛ ولكونه طلب ارتسام ما في الخارج في الذهن لزم ألا يكون حقيقة إذا صدر من شاك مصدق بإمكان الإعلام؛ فإن غير الشاك إذا استفهم يلزم منه تحصيل الحاصل، وإذا لم يصدق بإمكان الإعلام انتفت عنه فائدة الاستفهام. ولكل واحدة من هذه الأدات معنى تختص به.
أما الهمزة: فتكون لطلب التصور تارة ولطلب التصديق. وهل: لطلب التصديق فقط، وباقي الأدوات لطلب التصور فقط. وتختلف في أن المطلوب بكل منها شيء آخر فيطلب بـ «ما» شرح الاسم أو ماهية المسمى.
وقال السكاكي: يسأل بـ «ما» عن الجنس، وعن الوصف. ويسأل بـ «من» عن الجنس من ذوي العلم.
وقال غيره: يسأل بـ «من» عن/ العارض المشخص لذي العلم. ويسأل بـ «أي» عما يميز أحد المتشاركين في أمر يعمهما، نحو: فأي الفريقين أحق بالأمن. ﴿أي الفريقين خير مقاماً﴾ [مريم: ٧٣]، ويسأل بـ «كم» عن العدد،