معكم إنما نحن مستهزءون () الله يستهزئ بهم} [البقرة: ١٤، ١٥]، لم يعطف: ﴿الله يستهزئ بهم﴾ على قوله: ﴿إنا معكم﴾، لأنه ليس من مقولهم.
وعلى الثاني: أن قصد ربطها بها، على معنى عاطف سوى «الواو»، عطفت به نحو: دخل زيد فخرج - أو ثم خرج - عمرو، إذا قصد التعقيب أو المعلة. ﴿ونادى نوح ربه فقال رب﴾ [هود: ٤٥]، ﴿وكم من قريةٍ أهلكنها فجأءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون (٤)﴾ [الأعراف: ٤]، ﴿ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرةً﴾ [الحج: ٦٣]، ﴿ثم أماته فأقبره (٢١) ثم إذا شاء أنشره (٢٢)﴾ [عبس: ٢١، ٢٢]. وإلا فإن كان للأولى حكم [لم] يقصد إعطاؤه للثانية فالفصل، نحو قوله تعالى: ﴿وإذا خلوا إلى شياطينهم﴾ الآية [البقرة: ١٤]، لم يعطف: ﴿الله يستهزئ بهم﴾ على «قالوا»، لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف، لما مر وإلا فإن كان بينهما كمال الانقطاع بلا إبهام، أو كمال الاتصال، أو شبه أحدهما، فكذلك، وإلا فالوصل.
أما كمال الانقطاع فلاختلافهما خبراً أو إنشاء لفظاً ومعنى، نحو:
وقال رائدهم أرسوا نزاولها...........................


الصفحة التالية
Icon