وأما الملك، فلم يزده هو ومن تابعه من أهل الشقاء رؤية هذه الآية إلا إصرارا على العناد والكفر، وأما نبي الله إبراهيم عليه السلام فإنه بعد أن يئس من إيمانهم خرج هو ومن تبعه على التوحيد لله والإيمان من أرض بابل، وكانت هي مسكنه، وأمر بقصد الشام واتخاذها وطنا ودارا والسكن بأوريشلم، وهي بيت المقدس، (فسار) قاصدا نحوها، وكان ممن صحبه ابن أخيه لوط عليه السلام وزوجته سارة، فمر في طريقه بجبار من الملوك فأعجبته سارة زوجة إبراهيم عليه السلام وأراد أخذها وغصبها، وكان إذا أعجبته امرأة أخذها، فإن كان لها زوج قتله، فلما فهم إبراهيم عليه السلام منه ذلك قال لها: إن سألك عني فقولي: هو أخي، فإني أخوك في الإسلام والإيمان بالله تعالى، فأرسل الملك إلى إبراهيم عليه السلام وقال له: ما هذه منك؟ فقال: أختي، فطلبها الملك وخلى بها، فلما أراد أن يمد يده إليها، سألت الله سبحانه وتعالى قائلة: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بنبيك عليه السلام وحصنت فرجي إلا على زوجي فامنعه عني، فأرسل الله -جل شأنه - شيئا فغطه، حتى كاد يموت، فدعت الله بأن يطلقه، فإنه إن