وأما أهل القصر المشيد، فأقاموا متمسكين بدين نبي الله صالح عليه السلام، وتوالدوا وتناسلوا على ذلك، ثم ظهر فيهم ملك جبار ذو شوكة وقوة فبنى قصرًا عظيمًا وأتقنه وشيد بنيانه؛ أي رفعها وأعلاها، وكان جبارًا طاغيًا سفاكًا للدماء، فبعث الله -جل شأنه- نبيا من أنبيائه، فنصحه ووعظه، فقتله ولم ينكر أهل بلده عليه صنيعه، فغضب الله عز وجل، فأرسل إليهم ملكًا من ملائكته، فصاح بهم فهلكوا جميعهم، وبقي القصر المشيد خاليًا خاويا، وهو باقٍ عبرة للمعتبرين وتنبيهًا للغافلين.
قصة أصحاب الرس
وهم الذين قال الله -جل شأنه- فيهم: ﴿وعادًا وثمودا وأصحاب الرس وقرونًا بين ذلك كثيرًا (٣٨)﴾ [الفرقان: ٣٨].
وأما أصحاب الرس، فمساكنهم أرض حضرموت، وكانت مدينتهم طولها أربعون ميلًا وعرضها كذلك، وسموها باسم ملكهم الرس، وكانوا متنعمين