ممن فيه ما يقال في شأنهم، سأل عنهم الملك فأخبر أنهم في كهف في جبل كذا وكذا، فأمرهم بالكهف أن يسد ويبنى، فيموتوا فيه، وكان الله عز وجل قد ألقى عليهم النوم فناموا في المغارة فسدت عليهم وكان محلًا مهيأ لهم، كتب أسماءهم وجعلها في لوح من رصاص، وبناه في موضعهم عند باب المغارة، وصورة الكتابة أن مكسالميتا، ومخشالمينا، ويلبخا، ومرطوسن وكيسوطوس، ويبرونس، ودينوس، وينطوس، كانوا فئة هربوا من ملكهم راقيوس الجبار مخافة أن يفتنهم فدخلوا هذا الكهف، فلما أخبر أنهم في الكهف أمر به فشد عليهم بالحجارة، وإنا كتبنا شأنهم وخبرهم ليعلم ذلك من عثر عليهم، وألقى الله -جل شأنه- عليهم النوم ومنع عنهم الآفات والعوارض ثلاثمائة عام، ومات ذلك الملك الجبار، وولي بعده ملوك إلى أن ولي ناودسبوس، وكان ملكًا عظيمًا صالحًا، وكان متبعًا لعيسى عليه السلام وأظهر ملة عيسى عليه السلام، وكان يسأل الله -جل شأنه- أن يظهر في أيام بينة في إثبات البعث والنشور لتكون آية للناظرين ومدفعًا للمعاندين.
وفي زمنه أتى راعٍ إلى ذلك البناء المسدود فهدمه ورماه ليستكن في المغارة، ففي هذه المدة استيقظ الفتية النائمون في الكهف، وذلك بعد مضي ثلاثمائة عام، فظنوا أنهم ناموا يومًا أو بعض يوم. فبعثوا أخاهم تمليخا


الصفحة التالية
Icon