لكم الأمثال} [إبراهيم: ٤٥]، فامتن علينا بذلك لما تضمنه من الفوائد.
قال الزركشي في «البرهان»: ومن حكمته تعليم البيان، وهو من خصائص هذه الشريعة.
وقال الزمخشري: التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعاني، وإدناء المتوهم من المشاهد؛ فإن كان المتمثل له عظيمًا كان المتمثل به مثله، وإن كان حقيرًا كان الممثل له كذلك.
وقال الأصفهاني: ولضرب العرب الأمثال واستحضار العلماء المثل والنظائر شأنه -ليس بالخفي من إبراز خفيات المعاني ورفع الأستار عن الحقائق، حتى تريك المتخيل في صورة المتحقق، والمتوهم في صورة المتيقن، والغائب كأنه مشاهد، وفي ضرب الأمثال تبكيت للخصم الشديد الخصومة، وقمع لسورة الجامع الأبي، [فإنه يؤثر في القلوب ما لا يؤثر وصف الشيء في نفسه]، ولذلك أكثر الله -جل شأنه- في كتابه وفي سائر كتبه الأمثال، ومن سور الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال، وفشت في كلام النبي ﷺ وكلام الأنبياء والحكماء.
فصل
أمثال القرآن قسمان: ظاهر مصرح به، وكامن لا ذكر للمثل فيه. فمن أمثلة الأول قوله تعالى: ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله... ﴾ الآيات [البقرة: ١٧ - ٢٠]، ضرب فيها للمنافقين مثلين: مثلًا