[الرعد: ١٧]. أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: هذا مثل ضربه الله -تعالى شأنه- احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها، ﴿فأما الزبد فيذهب جفاء﴾ وهو الشك، ﴿وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض﴾ وهو اليقين كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه، ويترك خبثه في النار، كذلك يقبل الله اليقين، ويترك الشك.
وأخرج عن عطاء قال: هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر.
وأخرج عن قتادة، قال: هذا ثلاثة أمثال ضربها الله في مثل واحد، يقول: كما اضمحل هذا الزبد فصار جفاء لا ينتفع به، ولا ترجى بركته، كذلك يضمحل الباطل من أهله، وكما مكث هذا الماء في الأرض فأمرعت وربت بركته، وأخرجت نباتها، وكذلك الذهب والفضة حين أخدل النار، فأذهب خبثه، كذلك يبقى الحق لأهله. وكما اضمحل خبث هذا الذهب [والفضة] حين أدخل في النار، كذلك يضمحل الباطل عن أهله.
ومنها قوله تعالى: ﴿والبلد الطيب... ﴾ الآية [الأعراف: ٥٨]، أخرج