فداء ﴿سبع ليال وثمانية أيام حسوما﴾ [الحاقة: ٧]، فحسوا ما أذاقهم من سوء ما حسوا ما، ونسفوا من قفر ﴿ألا بعدا﴾ [هود: ٦٠] إلى يم ﴿واتبعوا﴾ [هود: ٥٩]، فلو عبرت في معبر الاعتبار، لترى (ما آل إليه مآلهم)، لرأيت التوى، كيف التوى عليهم، وكف النوى كيف نوى الدنو إليهم، فانظر إلى عواقب الخلاق، فإنه شاف كاف.
الفصل الخامس: في قصة ثمود:
لما أعرضت ثمود عن كل فعل صالح بعث إليهم للإصلاح صالح، فتعنت عليهم نواق هواهم بطلب ناقة، فخرجت من صخرة صماء تقبقب، ثم فصل عنها فصيل يرغو، فارتعت حول نهي نهيهم عنها في حمى حماية ﴿ولا تمسوها﴾ [الأعراف: ٧٣، وهود: ٦٤، والشعراء: ١٥٦]، فاحتاجت إلى الماء، وهو قليل عندهم، فقال حاكم الوحي: ﴿لها شرب﴾ [الشعراء: ١٥٥]، وكانت يوم ورودها تقضي دين الماء، بماء درها، فاجتمعوا في حلة الحيلة، على شاطئ غدير القدر، فدار قدار حول عطن ﴿فتعاطى﴾ [القمر: ٢٩]،


الصفحة التالية
Icon