أقول: والصحيح المعتبر: أن معنى التفسير كما قال الماتريدي في المعنى السابق، وكذلك القشيري وما نقل عن بعضهم أيضًا.
فالتفسير هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، واتضح معنى الآية فيه وبان، فيجزم بذلك مثل قول الله تعالى: ﴿صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ [الفاتحة: ٧] فقد فسر المنعم عليهم في الآية الأخرى بقوله تعالى: ﴿أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين﴾ [النساء: ٦٩]، فصار معنى الذين أنعمت عليهم هم النبيون، والصديقون، والشهداء، والصالحون، فهو تفسير للآية.
وكذلك قوله تعالى: ﴿غير المغضوب عليهم﴾ [الفاتحة: ٧]؛ فإنه قد صح عن رسول الله ﷺ أنهم اليهود، ﴿الضالين﴾ هم النصارى.
فالتفسير هو وضوح معنى الآية وظهورها وعدم احتمالها لشيء آخر.
وأما التأويل: فهو بيان للآية بأوجه أو بوجه غير مناف للقواعد والأصول من غير أن يجزم بذلك المعنى ولا يقطع به، مثل قوله تعالى: ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى (٥)﴾ [الضحى: ٥] فقد قيل: إن الرضى عبارة عن


الصفحة التالية
Icon