قلت: ولعلك تستشكل علم الموهبة، وتقول: هذا [شيء] ليس في قدرة الإنسان [تحصيله] [وليس كما ظننت من الإشكال، والطريق في تحصيله] ارتكاب الأسباب الموجبة له من العمل والزهد.
[وقال في البرهان: اعلم] أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره، وفي قلبه بدعة، أو كبر، أو هوى، أو حب الدنيا، أو هو مصر على ذنب، أو غير متحقق بالإيمان، أو ضعيف [التحقيق]، أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم، أو راجع إلى معقوله، وهذه كلها [حجب وموانع] بعضها آكد من بعض.
قال الإمام السيوطي: قلت: وفي هذا المعنى قوله تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق﴾ [الأعراف: ١٤٦].
قال سفيان بن عيينة يقول: أنزع عنهم فهم القرآن أخرجه ابن أبي حاتم.
وقد أخرج ابن جرير وغيره من طرق عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله. ثم رواه مرفوعًا بسند ضعيف بلفظ: «أنزل القرآن على أربعة أحرف: حلال