بمعنى «سدت» ومن طريق أنها بمعنى «أخذت».
ثم أخرج عن قتادة قال: من قرأ «سكرت» بشدة فإنما يعني «سدت»، ومن قرأ «سكرت» مخففة فإنه يعني «سحرت»، وهذا الجمع من قتادة نفيس بديع.
ومثله قوله تعالى: ﴿سرابيلهم من قطران﴾ [إبراهيم: ٥٠] أخرج ابن جرير عن الحسن: أنه الذي تهنأ به الإبل.
وأخرج من طريق عنه وعن غيره: أنه النحاس المذاب، وليس بقولين؛ وإنما الثاني تفسير لقراءة من «قطرٍ آنٍ» بتنوين «قطر»، وهو النحاس و «آن» شديد الحر، كما أخرجه ابن أبي حاتم هكذا عن سعيد بن جبير. وأمثلة هذا النوع كثيرة، والكافل ببيانها كتابنا «أسرار التنزيل».
وقد خرجت على هذا قديمًا الاختلاف الوارد عن ابن عباس وغيره في تفسير آية «أو لامستم» هل هو الجماع، أو المس باليد، فالأول تفسير لقراءة «لامستم» والثاني لقراءة «لمستم» ولا اختلاف.


الصفحة التالية
Icon