بالظاهر، وبطنها ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق. ومعنى قوله: «ولكل حرف حد»؛ أي منتهى فيما أراد الله [من معناه، وقيل]: لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب.
ومعنى قوله: «ولكل حد مطلع» لكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل به إلى معرفته، ويوقف على المراد به.
وقيل: كل ما يستحقه من الثواب والعقاب يطلع عليه في الآخرة عند المجازاة.
وقال بعضهم: الظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحد أحكام الحلال والحرام، والمطلع الإشراف على الوعد والوعيد.
قال السيوطي: قلت: يؤيد هذا ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: إن القرآن ذو شجون، وفنون، وظهور، وبطون، لا تنقضي عجائبه÷ ولا تبلغ غايته، فمن أوغل فيه برفق نجا، ومن أوغل فيه بعنف هوى، أخبار وأمثال، وحلال وحرام، وناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، وظهر وبطن، فظهره التلاوة وبطنه التأويل، فجالسوا به العلماء، وجانبوا به السفهاء.
قلت: وقد سبق الكلام في معنى ظاهر القرآن وباطنه، وحده ومطلعه، في نوع مخصوص أول الكتاب.